Posted by: Ismail Alexandrani | سبتمبر 14, 2013

عمليات ضد الإرهاب أم عقوبات جماعية ضد بدو سيناء؟

أطفال أسرة بدوية في فناء منزلهم بقرية الظهير - الثلاثاء 10 سبتمبر 2013 عدسة: إسماعيل الإسكندراني

أطفال أسرة بدوية في فناء منزلهم بقرية الظهير – الثلاثاء 10 سبتمبر 2013
عدسة: إسماعيل الإسكندراني

النص الأصلي لتحقيقي المنشور في الأخبار اللبنانية يوم السبت الموافق 14 سبتمبر 2013، على الرابط

http://www.al-akhbar.com/node/191238

انطلقت يوم السبت السابع من أيلول/سبتمبر الجاري حملة عسكرية موسعة قام بها الجيش بمشاركة فرق القوات الخاصة من الشرطة في القرى الواقعة جنوب الشيخ زويد. عمليات عسكرية غير مسبوقة في سيناء منذ حرب تشرين الأول / أكتوبر 1973، خلفت آثاراً جعلت سكان المنطقة يقارنون بين ما رأوه من جيشهم الوطني وجيش الاحتلال!

 

سيناء || إسماعيل الإسكندراني

صباح السبت الماضي، احتل الجيش مبنى السنترال المركزي في العريش وقام بقطع شبكات الهواتف الأرضية والمحمولة والإنترنت عن محافظة شمال سيناء. امتد الانقطاع عشر ساعات تقريباً علم فيها أبناء المحافظة بقيام الجيش بعملية عسكرية موسعة في المنطقة الحدودية دون القدرة على الحصول على أية تفاصيل. فور عودة الاتصالات في المساء انهالت المكالمات الصارخة والاستغاثات الشاكية من آثار الحملة العسكرية، فظن المستمعون في المتصلين المبالغة ولم يأخذ الأمر حيزه من الاهتمام الإعلامي.

.

صرح المتحدث العسكري على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك عن نتائج اليوم الأول من الحملة، معلناً إحراق 107 عشة وعدد من السيارات كان الإرهابيون يستخدمونها كمنطلق في عملياتهم، على حد وصفه. روايات الأهالي عبر الهاتف تحدثت عن المعلومات ذاتها بتفسير مختلف تماماً. امتدت الحرب ثلاثة أيام، قطعت فيها كافة أنواع الاتصالات الهاتفية والشبكية طيلة النهار، وتحركت الدبابات والمعدات الثقيلة تحت تغطية من مروحيات الأباتشي المقاتلة، ولم يستطع أحد الوصول إلى منطقة العمليات للتوثيق أو الإغاثة.

.

توقفت العمليات بعد اليوم الثالث، وهو ما لم تعلمه “الأخبار” إلا حين وصل مراسلها إلى مدينة الشيخ زويد صباح الثلاثاء بسهولة نسبية ولم تنقطع شبكات الاتصال ولم ير السكان المروحيات أو يسمعوا صوتها. وفي رحلة تفقد سريعة لآثار الحملة العسكرية على قريتي “الظهير” و”المقاطعة”، ضمن عدة قرى طالتها الحرب، كان واضحاً حجم الدمار الذي خلفته الهجمة على منازل مدنيين أبرياء وسياراتهم، وعلى عشش الفقراء التي لا يملكون سواها.

.

من آثار الدمار داخل مسجد "أبو منير" بقرية المقاطعة - الصورة التقطت الثلاثاء 10 سبتمبر 2013

من آثار الدمار داخل مسجد “أبو منير” بقرية المقاطعة – الصورة التقطت الثلاثاء 10 سبتمبر 2013
عدسة: إسماعيل الإسكندراني

علمت “الأخبار” من دليلها الميداني بمقتل “الحاج سالم حسن أبو دراع”، وهو قريب مشترك بينه وبين الصحفي السيناوي المعتقل عسكرياً أحمد أبو دراع، حيث كان خارجاً من المسجد بعد صلاة الفجر ولم يصل أبناؤه إلى جثمانه إلا حين تفقدوه قبيل الظهر. وقد مررنا على منزل “الحاجة أم سلمان أبو دراع” التي قتلت في بيتها برصاصة اخترقت الجدار واستقرت في صدرها. اللافت أنه لم يعلن عن مقتل أي شخص آخر بخلاف هذين العجوزين.

.

في قرية المقاطعة، وقفت أطلال مسجد “أبو منير” بعد أن تهدم تماماً بقذائف صاروخية تنبيء آثارها أنها قد أطلقت من طائرة الأباتشي المصرية. رغم حرمة المسجد المقصوف، قدم بعض السكان المحليين تفسيراً لاستهدافه، حيث كان ملتقى ومنطلقاً لبعض الجماعات، دون أن يجزم أحد بتحصن أي مسلحين فيه أثناء العمليات.

.

بقايا المقذوف الصاروخي الذي تم إطلاقه على مسجد أبو منير - التقطت الثلاثاء 10 سبتمبر 2013

بقايا المقذوف الصاروخي الذي تم إطلاقه على مسجد أبو منير – التقطت الثلاثاء 10 سبتمبر 2013
عدسة: إسماعيل الإسكندراني

قُطع الشك باليقين حين قدم عشرات الأهالي شهاداتهم على العقاب الجماعي العشوائي والاعتداء على المارة والمواطنين داخل المنازل وإحراق السيارات دون سبب. أحدهم استوقفته قوة من الجيش وقامت بتفتيشه ذاتياً وتفتيش سيارته، ثم صرفته وأحرقتها. بالقرب من هيكل سيارته المتفحم دخلنا عدة منازل متجاورة تم إخراج أهلها منها عنوة وتفتيشها، فلما لم يجدوا أية مضبوطات لم يعتقلوا أحداً، لكنهم أخرجوا أنبوب البوتاجاز وأحرقوا الأثاث وحطموا الأجهزة الكهربية، وأحرقوا السيارات في جراجاتها في أفنية المنازل. أحد اصحاب سيارات النقل توسل إلى الجيش أن يعتقلوه وأن يتركوا سيارته لأولاده ليقتاتوا منها ويسددوا أقساطها التي لم تدفع بعد، لكنهم أحرقوها أمام عينيه.

.

إحراق سيارة في جراجها بقرية الظهير - التقطت الثلاثاء 10 سبتمبر 2013

إحراق سيارة في جراجها بقرية الظهير – التقطت الثلاثاء 10 سبتمبر 2013
عدسة: إسماعيل الإسكندراني

الطامة الكبرى كانت من نصيب الفقراء المدقعين الذين أخرجوا من عششهم قبل حرقها أمام أعينهم رغم خلوها من أية مضبوطات. ليضاف إلى قائمة الضحايا فئة المشردين. المشردون لم يكونوا فقط من الفقراء، بل حتى أصحاب المنازل الفخمة الضخمة لم يسلموا من القصف الجوي لمنازلهم وإتلاف محتويات البيوت ونهبها، رغم أن بعضهم معروف بسهرات السمر وأبعد ما يكونون عن الارتباط التنظيمي أو اللوجيستي بالإسلاميين.

.

شهادات عيان وروايات متواترة في القريتين، ومثلها عن القرى الأخرى، تروي عن نهب مقتنيات البيوت وحلي النساء، بل حتى الملابس ومحتوى الثلاجات من الأطعمة والأشربة. أشجار زيتون اقتلعت، وأبراج حمام دمرت، وأغنام قتلت، وقنينات نرجيلة محطمة وسط حطام مقاعد للضيافة، ووابل من كافة أنواع الذخيرة أطلق على كل شيء، بما في ذلك خزانات وقود السيارات التي حرقت داخل مرآبها.

 .


.

أي أثر على الجماعات المسلحة؟

تزعم البيانات الرسمية للجيش أن العمليات قد نجحت في القضاء على ما تسميه البؤر الإجرامية وأوكار الإرهاب. مزاعم طارت أدراج الرياح صباح الأربعاء بتفجير مقر المخابرات العسكرية في مدينة رفح بسيارتين مفخختين قادهما انتحاريان في الذكرى الثانية عشر لتدمير برجي التجارة العالمي بطائرتين انتحاريتين. يوم الخميس أعلنت جماعة تكفيرية تدعى “جند الإسلام” في بيان نشرته الصحافة السيناوية المحلية مسؤوليتها عن الحادث، وعن استهداف نقطة ارتكاز عسكري في حي الإمام علي بمدينة رفح بقذيفتي آر بي جي.

.

أوضح بيان “جند الإسلام” الالتباس الذي ساد بخصوص مسؤولية “أنصار بيت المقدس” السلفية الجهادية عن تفجيرات رفح بسبب إصدارها لبيان آخر يوم الأربعاء تعلن فيه عن خسائر في صفوف الجيش أثناء معارك حرب الأيام الثلاثة. أرفق بيان “أنصار بيت المقدس” بصورة لسيارة “لاندكروزر” عسكرية يدعي البيان تدميرهم إياها، بالإضافة إلى سيارة “هامر”، وإعطاب ثلاث مدرعات بعبوات ناسفة، وتأكيد مقتل ثمانية على الأقل، منهم ستة من عناصر القوات الخاصة.

.

صورة المركبة العسكرية التي تزعم "أنصار بيت المقدس" تدميرها أثناء العملية العسكرية 7-9 سبتمبر 2013

صورة المركبة العسكرية التي تزعم “أنصار بيت المقدس” تدميرها أثناء العملية العسكرية 7-9 سبتمبر 2013

لم يعد جديداً في بيانات الجماعات السلفية الجهادية في سيناء اتهام الجيش المصري بالخيانة والعمالة لصالح دولة الاحتلال الصهيوني، لكن الجديد في البيان الأخير هو وصفه بــ “الجيش المرتد”. وقد افتخروا في بيانهم بأن العمليات العسكرية الموسعة لم تسقط من بين صفوفهم سوى عضو واحد نفد الوقود من سيارته أثناء المطاردة. وهو ما عبر عنه أحد سكان قرية “المقاطعة” قبل صدور هذا البيان بقوله “لقد خربوا بيوتنا وأحرقوا سياراتنا وتركوا لنا أعضاء الجماعات يخرجون لنا ألسنتهم أنهم لم يمسهم سوء”.

.

جدير بالإشارة أن القرى بمنطقة العمليات الواقعة جنوب مدينة الشيخ زويد تبعد ما لا يقل عن 15 كيلومتر عن منطقة الأنفاق في شمال شرقي رفح، مما يعني عدم ارتباط قصف البيوت وحرقها بقضية الأنفاق والتهريب البتة. على صعيد آخر، قامت قوات الجيش باقتلاع مساحات شاسعة من مزارع الزيتون جنوب مدينة العريش في طريق المطار بدعوى كشف المنطقة وتسهيل تأمينها ضد تسلل المهاجمين من بين الأشجار. وقد قوبلت بالرفض توسلات أصحاب المزارع بإمهالهم لتقليم الأغصان وكشف الرؤية في المساحة المطلوبة دون إتلاف الشجر الذي اقترب موسم حصاده. إجراءات ترتب عليها خسائر بالملايين وفقدان كثير من الأسر مصدر دخلها السنوي الوحيد.

.


الردود

  1. Reblogged this on Ranario and commented:
    توثيق إسماعيل الإسكندرانى لما حدث من قصف واعتداءات من الجيش على أهالى سيناء!!!!
    لا حول ولا قوة إلا بالله

  2. اولا انت مكنتش ف العمليات ومش دة دفاعا عن الجيش كلة عارف اخطاءة ولكن انت معندكش هل الاشتباك كان ازاي …وازاي القوات اتعملت معاة ..وصور المسجد انت شغت احداث رمسيس وضرب النار كان مباشر من الماذنة ؟؟ وكلنا عارفين طبيعة الارهاب ف سيناء

  3. اولا: الصورة بتاعة السياره التى تم احراقها فى جراجها واضح انها مدمره من مده طويله وشوف الصدأ والبارومه والتراب اللى عليها واضح انها خرده وليس فيها اى اثر للحريق ودى فبركه
    ثانيا:السياره التى تقول انها لاندكروزر ليست كدلك وهده النوعيه غير مستخدمه فى القوات المسلحه والديكال او الاستيكر الدى على جانبها يدل على انها خاصه بالجماعات اياها
    ثالثا:لو كان احد الدين اضيروا قد استجاب للمهله التى حددها الجيش لاخلاء المنازل الملاصقه للحدود لكى يتمكن الجيش من تدمير الانفاق لما تضرر احد ولكن لما واحد يقولك انتم بايش هتعوضونى انا بكسب 20.000 جنيه فى اليوم…… قوللى ده بيبكى على شجر والا زيتون؟
    رابعا:لو كان ابنك او حد عزيز عندك اصيب فى انفجار قنبله من قنابلهم كنت هتعرف يعنى ايه ارهاب ويعنى ايه الناس تستغنى عن اطماعها عشان باقى الناس تحس بالامن واللى اتاخد من حقه هيرجعله
    خامسا:اتقواالله فينا …فى شعب مصر اللى موش لاقى الزاد ولا العيش الحاف سيبوا الناس تشتغل وتعيش ان كنتم مسلمين صحيح

  4. منذ 25 يناير وما تلته من أيام عندما خرجت إرادة الجماهير على جناح الشعب تردد جملة الشعب يريد اسقاط النظام كان هذا هو رد النظام عليها القتل والقمع والترويع ومحاولات كسر الإرادة هذه حتمية ،هذه الكلمات الاربعه الشعب يريد اسقاط النظام ، ليست فيها مساحة للتفاوض أو السياسة ولم يقدم معها الشعب كتلوج يحدد كيفية اسقاط النظام ولا (خريطة طريق ) فهذا نظام ساقط فاقد للشرعية وعقيدته مع الشعب تحولت من عقيدة استباحه غير مدفوعة التكاليف الى عقيدة احتلال هدفها كسر إرادة الشعب الذى يريد اسقاطه بكل السبل والحيل وكل ما تشاهدية هو سقوط لهذا النظام يفعله بكل نشاط وجديه على أمتداد جغرفيا البلاد …والنظام بعد أن خلع الشعب الفرعون يدافع عن وجوده صراحة بالبندقية والدبابة وهذه أدوات قتل وكل ما دونها من تدمير وحرق وترويع هو بالنسبه له عفووسياسة فهذا النظام مفوض من فلول العاصمة المحتله الآن بالدبابات فى دماء الناس ما يحدث فى سيناء وكل مبرارات النظام ودعاويه ترتد عليه فإذا كانت سيناء كما يقول النظام بؤرة للأرهاب فمن المسؤل عن كونها كذلك من كان يحكم البلاد وما هى حقيقة سيادته عليها ، ولماذا ترك هذه البؤرة التى يدعيها تتسع وتكبر أن النظام وهو يلقى معاذيرة يكشف عوارته ويؤكد على كونه نظام ساقط فاسد وعميل …وأن الشعب فى كلماته الاربعه الشعب يريد اسقاط النظام لخص بها كل شىء وان هذا النظام هو الحجاب الحاجز بين هذه الامه ومستقبلها وفى كل مجذرة له ومذبحة علامة على مواطن فساده ومواقع عوراته التى تجسد فشله وفساده وعدم أهليته ومنها سيناء

  5. […] عمليات ضد الإرهاب أم عقوبات جماعية ضد بدو سيناء؟ | أحب س… […]

  6. تحقيق ابن وسخة زى اللى كاتبه ، و واضح فيه إنه بيحقق ما فى نفسه و ليست حقائق

  7. […] عمليات ضد الإرهاب أم عقوبات جماعية ضد بدو سيناء؟ […]

  8. انا فى رأيى ما م بة الجيش شوية أنا كنت أريد تطهير كل ما يشتبة بة من بدو سيناء الذين تتباين عباراتهم من خلا ل كلامهم اننا مصريين وهم لا ينتمون لنا بصلة فشيئ يخوف كل مصرى أذا على هذا الغباءا

  9. […] وقع الناس بين مطرقة الجيش وسندان الجماعات المسلحة، في حرب ليس لهم فيها ناقة ولا جمل. فقدوا بهجة الحياة، حيث عُطّلت أشغالهم ومدارس أبنائهم، ودُمّرت الوحدات الصحية الحكومية بحجة استخدامها كمستشفيات ميدانية للإرهابيين، واعتقل العشرات من الأسواق والشوارع، وأضحى الناس على موعد صباحي مع الجثث الملقاة في الشوارع، إمّا مهلهلة من آثار التعذيب في مراكز الاحتجاز غير القانونية، وإما مفصولة الرأس تحت دعوى التخلص من جواسيس الموساد على يد الجماعات. ألِفَ الأطفال أصوات الرصاص، وعرف المراهقون كيف يفرقون بين أنواع الذخائر وأحجام السلاح من صوت القذائف، واسترجع الشيوخ ذكريات الحروب القديمة والاحتلال، وعقدوا مقارنات مؤسفة فاز فيها الجيش الوطني على جيش الاحتلال في مقدار البشاعة والعقوبات العشوائية الجماعية. […]


اترك رداً على عن أسبوع الجيش الذي لم ينته منذ سنة | أحب سيناء إلغاء الرد

التصنيفات